المبدأ
الأول ـ الإسلام طبيب لنا وللإنسانية جمعاء ولكل حضارة العصر:ومن صفة
الطبيب العلمية والحضارة والحكمة، والأخوة لكل الناس ما سالموا مهمته
النبيلة..ولن تتم لنا هاته الوظيفة دون
تطبيق لفقهنا كله ا أولا ووعي بفكرناكله ثانيا وإبراز لتميز حضارتنا ثالتا
ثم إلمامنا بكل علوم العالم ما استطعنا..وهاته من مستلزمات التجديد
الحضاري الذي يجب أن يغمسنا في عبودية الله بالقرآن كله..لا التجديد الذي
يخدم الدنيا باسم الدين بوءد كل مميزات الخطاب القرآني..والغاية تبقى دوما
إقامة العبادة بكل حضارة..لا التحضر الذي يلصقنا بالدنيا ككل الحضارات
المغايرة ولو باسم الإسلام...أو المذهبية التي تحصرنا في زنزانة جماعة أو
حزب أو زاوية معينة دون تفتح على الشمس وفتح لكل النوافد.." بناوي جودر
المبدأ2
ـ وإن من تيسير الله علينا في معالجة الأمور، أن جعل الشريعة الإسلامية
التي أكرمنا الله بها شريعة فطرية في مبادئها منطقية في أحكامها قادرة على
استيعاب مراحل التطور بأجمعها مستجيبة لحاجيات المجتمعات على اختلاف
مستوياتها وأحوالها صالحة للتطبيق في كل كل عصر وجيل....." الحسن الثاني ملك المغرب
3ـ
و{إن الحضارة هي التغيير المستمر للعالم ، و هي فن العمل والسيطرة، وصناعة
الأشياء صناعة دقيقية ،وإن حامل الثقافة هو الإنسان، وحامل الحضارة هو
المجتمع،ومعنى الثقافة القوة الذاتية التي تكتسب بالتنشئة ،أما الحضارة فهي
قوة على الطبيعة على طريق العلم، ووسائل الحضارة هي العلم واللغة
والكتابة.. } علي عزت بيكوفيتش.
4 ـ و{الحضارة سر الله في حصول العلم والصنائع..ــوازدهرت حضارتنا ــ بحصة من العلوم والصنائع لا تنكر ...فهي ـ ـ ينبوع العلم والصنائع .ـ.فهي ـ غاية العمران ونهاية لعمره" إبن خلدون
5ـ
"وإن مقياس الحضارة ومقياس التطور ليس فيما يصنعه العقل البشري من مصنوعات
مادية وليس فيما يهتدي إليه من علوم، ولكن في طريقة تأثره بذلك كله، ومدى
ارتفاعه أو انخفاضه في مقياس الإنسان الذي يختلف عن مقياس الحيوان..إنما
التغيير الحقيقي هو الذي يأتي من داخل النفس..من أفكارها.. من
مشاعرها.. من نظرتها إلى ذاتها.. وإلى ماحولها..من تحديدها لمهمتها
وأهدافها ..من تقديرها لدورها ومركزها..هذا هو التغيير الحق: وليس السيارة
أو الطائرة أو الحمار" محمد قطب
6ـ
{و إن منهج النبوة الذي غدا منهج حضارة هو الذي تميزت به حضارتنا عن غيرها
،وهذه المعالم التي تميزها هي ذاتها معايير التجديد لهذه الحضارة عندما
يصيبها الجمود،وهي ضوابط النهضة لها إذا عدت عليها عوادي الإنحطاط} دكتورمحمد عمارة
7ـ"وأصول الأزمة الحضارية في واقع المسلمين: يمكن إجمالها في كبائر الإثم التالية:
1:التغريب 2: التجزئة 3:استبداد دولة التجزئة 4: التبعية 5:الإستسلام للتحديات الصهيونية" ميمون نكاز
8ـ " وإن هذا التصدع في جسم الأمة على مستوى الأنظمة وعلاقتها بمجتمعاتها
الأهلية وعلى مستوى المجتمعات الأهـليةنفسها..وفي المجال الإسلامي العالمي
وفي المجال القومي العربي، إن هذا التصدع والتناحر والتنابذ هو انتحار
ذاتي وإجهاز على الذات وعلى مكوناتها وعلى إمكانات الصمود أمام المشروع
الصهيوني الإستعماري فضلا عن التصدي له..ويبدو أن مواجهة الواقع الدولي
بهذا الواقع هو محاولة ميؤوس من نجاحها وتبدو نذر الهزيمة والإنكفاء واضحة
للعيان..إن نجاح مواجهتنا يتوقف على تركيب بنيوي جديد لكل القوى..إن
المعركة طويلة ومساحتها العالم الإسلامي كله ولا يمكن
أن يكتسبها فريق واحد وحده إنها معركة الأمة الإسلامية ولا بد ان تخوضها
بكل قواها وسيكون لها النصر بإذن الله إذا وفرت شروط النصر" محمد مهدي شمس الدين
9ـ
" فلقد سعى الغرب إلى فرض رؤيته الخاصة ومعاييره الثقافية على باقي
الشعوب،معمما عليها نمطـه الخاص في التفكير والسلوك، وذلك دعما لهيمنته
الثقافية في ظل هيمنته الإقتصاديةالمتمثلة في السيطرة على رؤوس الأموال
والأسواق التجارية والشركات العالمية، وهكذا يصير النظام الثقافي الجديد
عبارة عن الخصوصية الثقافية للغرب معممة على غيره من شعوب العالم، مما يفضي
حتما إلى تجريد الإنسانية من التنوع الثقافي والتعدد الحضاري الذين تنبني
عليهما الخصوصيات التي تتميزبها هاته الشعوب وتستمد منها عناصر طاقاتها
ومعاني وجودها وأسباب عطائها"
عباس الجراري
10ـ
"لكن كلما انحصرت إشكاليات النهضة"الإسلامية" في طلب زحزحة الغرب من موقعه
طمعا في احتلال هذا الموقع:صار الغرب يمثل سقف طموحنا فضاقت سبل الإبداع
أمامنا وصرنا نذكر مقاصد غيرنا في الكون،وسهل علينا اقتباس وسائل لاتخدم
مقاصدنا..ـ وإن ـ الإعتراض على
العولمة هو في جوهره اعتراض على أصولها الميتافيزيقية،وتعبير عن رغبة صادقة في الخروج من
تاريخ الغرب، هذا التاريخ الذي يعتبر محق الغيب ونفي الطبيعة شرطين
أساسيين من شروط تحققه..وحري بالعقل الذي يسلم بالحقيقة القرآنية أن ينتفض
ضد كل عقل يدعي التأسيس لوجود ولتاريخ مطـلـقين، حتى يتمكن من دعوة البشرية
الحائرة إلى التاريخ المطلق الحقيقي الذي لايتجسد في تجربة حضارية واحدة
معينة..وإذا كان لا بد من الصراع لزم أن يستعد العقل العابد للتصارع وفق
مقتضى الوحي" خالد حجي
11ـ
" لكن علينا أن نرفض تحويل الدين إلى شيطان، فإذا اعتبرنا الدين خطرا
فإننا سنصل إلى إدانة كل موقف ديني..وهنا سنسقط في التمامية الملحدة..ولكن
الخطر الحقيقي لايأتي من الدين بل يكمن في النذالة البشرية" دانييل بيريستياك
12
ـ{وتملك حضارة الإسلام المقدرة على تحويل الوسط الذي تمتد إليه وتزدهر
فيه، وتهيء أحوالا للحياة يحسدها الكثير من معاصرينا :حتى أولئك الذين
يعيشون في أكثر البلدان تقدما.. فوق ذلك يضفي طابعها الروحي مناخا مقدسا
يؤكد معنى عميقا لحياة المجتمع ..وقد تعددت العلوم في الحضارة الإسلامية
..وقدأبدى المسلمون في عصورهم العظيمة نهما كبيرا بالعلم ..ولم تنفصل
العلوم المختلفة في الحضارة الإسلامية ،بل اتصلت في وحدة عضوية.. وأظهر
العالم الواحد عبقريته في علوم عديدة .. لكن ماذا بقي من هذه الحضارة
العظيمة المتوازية والمتناسقة والنقية؟ والتي بالإضافة إلى تعريفها للمرء
جمال العالم هيأت له كل الفرص لتحقيق ندائه الباطني بالسمو والإرتقاء روجيه باسكويه
13
ـ"وإن موروثنا الحضاري ليس مجموعة أجزاء مبعثرة ،وليس مجرد وحدات مستقلة
بذواتها: إنه "نسق فكري وإبداعي محكوم بمنظومة قيمية وعقدية" وهذا ما يمكن
تسميته "بالأصولية الإسلامية"وهذه المرجعية الأصولية كمبدأ..هي الثابت الذي
يجب أن نراهن عليه لبناء حاضرنا والتخطيط لتطلعات مستقبلنا...لكن..:إن
رغبتنا الملحة في التخلص من هيمنة المرجعية الغربية ينبغي ألا تسقطنا في
هيمنة المرجعية الثراتية" محمد أمزيان
14ـ " وثمة في معرض إعادة بناء الفكر السياسي مهمة لامناص من إنجازها وهي كسر احتكار تمثيل الأمة الذي يزعمه لنفسه كل تيار من تيارات السياسة والفكر السياسي في الوطن العربي والذي يعبر عنه بالقول بامتلاك البديل الشامل" عبد الإله بلقزيز
15ـ
"ومن الملاحظ أن هاته التيارات "الإسلامية" من خلال وظيفتها المحدد ة في
المواجهة لـ: "الإستعمار أو الدولة الحديثة" لاتفلح في غير ذلك ، فبنيتها
لاتشتغل إلا إذا تم تحريضها من الخارج، بمعنى أن نشاطيتها مرتبطة
بالإستفزاز والتحدي. فالوظيفة هنا تنحصر في رد الفعل: فهي إذن وظيفة هدمية
:لذلك نجد هاته التيارات تصل أوج فعاليتها في أجواء الشدة والتأزم، ولكن
بمجرد أن تنفرج الأوضاع ويغيب مصدر الإستفزاز والتحدي: تخفت نشاطية هاته
التيارات..ولا شك أن ـ الطموح الأعلى للإسلام ـ يعوقه شيوع نمطية ساذجة عن
الإسلام، تحصر رسالته في الخصوصية تارة وفي الأصالة والثرات تارة أخرى
مصطـفى لمرابط
16ـ"
وبالمناسبة لقد أثبتت التجربة أن من غير الممكن معالجة هاته القضايا من
خلال جماعة بعينها تكبر وتكبر سنة بعد سنة لتصبح هي الأمة كلها أو تبدأ
بتحرير قطر بعينه لتصبح هي الدولة فترسل الجيوش لفتح بقية الأقطار وتوحد
الأمة في دولة موحدة..فالمعالجة يجب أن تأخد بعين الإعتبار هذه الحقيقة بل
وتبدأ منها فلا تقع في الوهم...وإن ما يمكن أن يحقق إن استعصى مفهوم
التضامن أن يثبت رأي عام في طلب التضامن والوحدة وردم الفرقة، لكن يتطلب
الأمر هنا: اتباع سياسات دقيقة وحكيمة تطـفئ نيران الخصومات الداخلية ولا
تصب الزيت على نارها....وهذا ما يفرض لكي تكون مسألة بناء أوسع" جبهة شعبية
في قلب كل مشروع نهضة" ..مما يقضي بالبحث عن صيغ مناسبة لتمثيل المجتمع حقيقيا في واقعه الراهن" منير شفيق
17ـ
" وقيمة قوة الإسلام هو أنه لم يحدد أشكالا تنظيمية، بل تركها للجميع لكي
يبحث حسب كل زمان ومكان عن الشكل التنظيمي المناسب،أ ي الضوابط العامة
للإشتغال" أمين ركالة
18"ورسالة
الإسلام مؤهلة أكثر من غيرها للعب دور ريادي في هذا المعترك لقدرتها على
انتشال الإنسان من كل أشكال الإستلاب بعد "تحريره": "إخراجه من العبودية
للمخلوق إلى الحرية في الخالق".."وتنويره":"إخراجه من الظلمة إلى النور" . طه عبد الرحمان
19"وانتصار
الأمة الإسلامية في معركة الإحتواء الحضاري رهين ـ بعد نصر الله وتوفيقه
وحفظه ـ بمدى رشد طـليعتها المتمثلة في الدعاة..أي بمدى قدرتها على ان تكون
في مستوى الإسلام إدراكا لحقيقته وآدابه وحكمته، وامتثالا وعملا بتلك
الحقيقة وتلك الآداب ومدى إدراكها وفقهها لسنن التغيير الحضاري وإقامة
الحجة على أبناء العصر بلغة العصر..وواضح أن إقامة الحجة ينبغي لها ـ
بالإضافة إلى العلم بأصول الدين وآداب الدعوة ـ العلم بمواطن الداء والخلل
في جسم الأمة وترتيب الأولويات في عملية علاجه..إذ أن كل تقديم أو تأخير أو
إستعجال أو تلكؤ أو خور يترتب عنه اضطراب..فيفسد الدعاة من حيث أرادوا ان
يصلحوا ويسيئون من حيث أرادوا أن يحسنوا"
محمد يتيم
20 ـ " إذ يتطلب من الرافضين جبهة التغريب البحث عن صيغة مناسبة لتوحيد
المجتمع..بما
في ذلك أغلبية القوى الإجتماعية التي انتسبت إلى الحداثة الغربية ، وتغربت
في حياتها وفكرها وواقعها الإجتماعي والإقتصادي" منير شفيق
21
ـ " فالمدافعين عن الإسلام لاينقصهم غالبا الحماس والإخلاص وإنما ينقصهم
عمق التجربة وحسن الفقه...وإن الإستعجال كان وراء متاعب كبيرة وخسائر ثقيلة
للدعوة الإسلاميةبل ربما زاد خصومها تمكينا وضراوة..فما موقف المسلم في
هذا العصر الذي تطورت فيه الحروب فانتظم جهازها في كل
شيء، وتوقح فيه الأعداء حتى قرروا نفض أيديهم منا والبناء على أنقاضنا؟" محمد الغزالي
22
ـ {فالحضارة فعل تركيبي قوامه الإنسان+التراب+الزمن:الإنسان باعتباره
كائنا إجتماعيا والتراب بخضوعه لضرورات فنية معينة.. والزمن بإدماجه ضمن
العمليات الإقتصادية والإجتماعية والصناعية ، ومن هذه العناصر تتحقق
الحضارة } مالك بن نبي
23ـ {وإن هناك معنى عاما للحضارة يفهم من مدلول الكلمة نفسها وهو جملة مظاهر الرقي المادي والعلمي والفني والأدبي والإجتماعي...وهناك ثلاث مستويات للمفهوم الإسلامي للحضارة: ــ الفقه الحضاري ــــ السلوك الحضاري ــ البناء الحضاري } يوسف القرضاوي
24 {وما نظرية وحدة الحضارة إلا رأي خاطئ....أوحى به مظهر الحضارة الغربية.. } توينبي
25
{وإنه لمن الخطإ أن نظـن أن سقوط حضارة الغرب يعني حتما صعود الحضارة
الإسلامية فليس من أخلاق المسلم أن ينتظر سقوط الحضارات والثقافات بل يجب
أن يبذل كل ما في وسعه من أجل إنقادها وردها للطريق الصحيح بكل ما أوتي من
إمكانات...وإن خطاب كثير من دعاة هداية الناس يقتصرون في غالب الأحيان على
المجتمعات التي تنتمي تاريخيا للإسلام مع الإغفال الشبه التام للمجتمعات
البشرية الأخرى." جواد الشقوري
26
{فالبحث يجري في عالم اليوم عن إنتاج هوية ذات صبغة كونية حيث تكتسب بهاته
الصفة قدرا أكبر من الشرعية، وعليه فإن هاته الهوية الكونية:"هوية ملاقات
الحضارات"لا يمكن أن تكون في الحقيقة إلا هوية سفلى" لأن الثقافات لاتسير
نحو الإنصهار بل تنحو نحو القطبية" منير القادري بودشيش
27{ويجب
ان نعترف بأن نسيجنا الفكري والتكويني يتحـطم داخلنا وإننا ـ كمسلمين ـ
نبتعد عن الهيكل الـبنائي الثقافي الذي تقوم عليه الذات العربية الإسلامية،
وإننا لانواري ذاتيتنا الحضارية فقط ،وإنما نحاول أن نمحوا معالم هاته
الذات وينابيعها .. وتخلف العالم الإسلامي ليس في فقره ، ولكن في تبعيته الحضارية وفي اغتصاب خيراته ليكون في موقع الحاجة الدائمة: وذلك بتدمير الخصوصية الحضارية للذات الإسلامية ، وإعادة صياغتها ضمن قوالب غربية"سليمان الخطيب
28
{والإسلام دين موجه لكل البشرية، ولا يمكن له بهذه الصفة أن يكون عامل
تصادم بين الحضارات بعد أن كان:مستوعبا لما صلح من الحضارات السابقة" لحسن السباعي
29{وإن الحضارة الإسلامية ليست تراثا من تراث وليست حلقة منفصلة من حلقات التاريخ ،وإنما
هي الماضي الذي يعيش فينا والحاضر الذي نتفاعل معه والمستقبل الذي يصنع
منا ..وإن تجديدبناء صرح الحضارة الإسلامية لتستأنف دورتها التاريخية
وتواصل عطاءها الإنساني الخير، لابد وأن ينطلق من
عقيدة راسخة، ومن اقتناع عميق بضرورة التغيير العقلي الرشيد ،وبوجوب
القيام بعملية نقد ذاتي : لاستبصار سبل الرشد الحضاري، ولمعرفة ما يستوجبه
منا العصر من حركة فاعلة مؤثرة ...فليس ثمة من سبيل للنهوض بالحضارة
الإسلاميةإلا امتلاك وسائل الإنطلاق الواعي والمتفتح والمسؤول: على هدي من
ثوابتنا الحضارية ومتغيرات الحاضر واحتمالات المستقبل ..وما من حضارة وهي
تتحدى على الدوام لتبقى، فإذا لم تتحد تراجعت وتضاءلت وانهارت مثلما انهارت
حضارات قامت وسادت ثم بادت .وما من تحد حضاري إلا ويواجه بتحد حضاري
متوازن معه..فهل نحن في المقام الذي يهيئ لنا أن نرد التحدي الحضاري الذي
يواجهنا اليوم بتحد مماثل؟؟؟} عبدالعزيز التويجري مدير الإيسيسكو
30{وقد
أصبح لزاما على كل مهتم بالحوار الديني اليوم ...:الإطلاع على القيم
الإسلامية في مصادرها الثابتة وعلى تاريخ الإسلام الحضاري الذي رسخ تلك
القيم في مجتمعاته لاسيما المجتمعات التي اخـتلط فيهـا المسلمـون بغير
المسلمين....والحـوار بين الأديان يجـب أن ينطـلـق من المعـرفة الصـحـيحـة
والحـكـمـة والـتبصر والتواضع لأن الإسـتعلاء والكراهـيةوالتعصب هم أعداء
كل حوار هادف وبناء" محمد السادس ملك المغرب
31"فعلينا أن ننظر عاليا وبعيدا لنخـطط لحركة الإسلام، ونقودها في ساحات الجهاد، يجب أن نصحح المنطلق لئلا نتشتت على سطح الأحداث،آن لأمتنا أن تطمح طموحا عالميارغم قصورنا الحاضر وانهزامنا الحضاري المؤقت" عبد السلام ياسين.
32{فلابد
من إعادة ترتيب للعقل الإسلامي المعاصر حتى يتمكن من تحقيق النظرة الكلية
للأشياء ، والقدرة على تصنيف المشكلات ووضع سلم منضبط لقضية الأولويات،
وتوفير الجهود والطاقات، وتوجيهها إلى المجالات المجدية من خلال الصورة
العالمية بكل تعقيداتها وتشابكها ، وتطوير وسائل الدعوة إلى الله بما
يقتضيه الحال ، واختبار الأسلحة القديمة، لأن بعضها أصبح يتحرك في الفراغ،
يصول ويجول في معارك وهمية..لقد تبدلت مشكلات العالم، وتبدلت أسلحته ونحن
مازلنا نصر على مواجهة المشكلات الجديدة بالأسلحة القديمة...فلا بد من
إنتهاء أحلام اليقظة من حياتنا، والوصول إلى اليقظة الحالمة،بكل مقوماتها:
إن الجيل المسلم اليوم أحسن الدخول في سن التمييز لكنه إلى الآن لم يخرج
منه، للإنتقال لمرحلة الرشد" عمر عبيد حسنة
33{فلا
شك أن التحدي المرجعي يتطلب الإستهداء بقواعد النظر والكليات المنهجيةالتي
أصلتهاالرؤية القرآنية، وتستدعي الوعي الد قيق بالمستجدات والمتغيرات التي
تطرحها حركة الأفكاروالنظم المعرفية في عالم الإسلام بامتداداتها
العالمية....ويفرق القرآن بين النقد العلمي الشامل والكشف الثقافي عن زيوف
الأفكار والمعتقدات في المستوى البياني العام،وبين الرصد الموضوعي
والميداني لحركة هذه الأفكار والمعتقدات في الواقع...مما يستوجب تعددا
وتنوعا في أساليب التعاطي مع هاته المنظومات وتجلياتها في الواقع.....ويلح
القرآن ويدعو الى التفاعل الميداني، والتكيف الإيجابي مع التوازنات الفكرية
والإجتماعية الخارجية والداخلية،وإلا كانت الفتنة والفساد الكبير....كما
يستشير الخطاب القرآني المرجعيات المخالفة، ويدعو حملة الأفكار والمعتقدات
الأخرى إلى البرهانيةوالعلمية كقاعدتين للتفاكر والتحاور..ومن موقع هذه
المدركات يدعو إلى التوافق على الكلمات السواء، فالكلمة السواء مفهوم قرآني
مفتوح على مفردات الحق والمصلحة.... فبالكونية
القرآنية نعيد لحركية الإنسان معناها الروحي ومغزاها الفطري،حيث الكدح من
الشهود إلى الغيب..وبالكونية القرآنية يستعيد الإنسان ثنائيته الضائعة
باستعادة شطره الذبيح:"شطر الروح" وتحريره من سلطـة السوق والشهوة"
ميمون نكاز
34{ويقول القرآن بالتطورليبين لنا أن
خلق الأطوار له غايةهي بعينها إخراج الطور الروحي من الطور الجسدي وإفناء
هذا الجسد بالموت يحرر الكائن الأخروي،ومن ثم يبعث هذا الكائن الروحي في
عالم خاص به ولهذا لايمكن أن يومن المسلم "حقا "بالبعث حتى يومن بالتطور:إذ
لايمكن أن يخلق الطور الأخروي إلا بالتطور الخالق..وإن الله يشرح لنا هذا
ليقول لنا إن الوعي بالأهداف التي تسعى إليها الصيرورة والتطور يحتم علينا
الشعور بالواجب ،وهو مسؤولية الإنسان التي سيحاسب عليها أمام ربه،..وهكذا
تبين أن القرآن علمي النزعة،بل هو أول المبشرين بالمنهج الطبيعي..ولو كان
للإنسان نظر في القرآن لتبين له أهم المبادئ التي تقوم عليها العلوم
الماديةالمعاصرة،وأن هذا المبدأ هو أول مبادئ المعرفة،وإن القرآن عندما
يدعونا للفكر يقدم لنا العموميات في ثوب الخصوصيات.. وتهلك الأمم في
التاريخ الحضاري فيقول إن هذا الهلاك له سنة..وهكذا لم يفرط القرآن في
شيء{مافرطنا في الكتاب من شيء} كي لاتكون للجاهلين حجة، وقد آن الأوان أن
ننظر في كتاب الله العزيز بنظرة مختلفة لنعرف الطريق الحق إلى الله سبحانه"
سيد أحمد محسب مرسي
35{فقد
جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليكون القرآن معجزة العلوم الكونية لزمن كوني
لايعلم نهايته إلا الله حيث سيكون الإنسان أمام أسئلة لا إجابات عنها دون
الإستعانة بالقرآن الكريم، وهذا هو الإعجاز الذي سيكتشفه العلماء ولو بعد
حين من الدهر" فيصل عبد الحسن
36{فالإصلاح
إذن في الإسلام يبدأ من كل شيء لكن بإصلاح النفس أولا:"إن الله لايغير
مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" والسياسة وحدها غير كافية للإصلاح بالمعنى
القرآني الكامل..وغالبا ما تبدأ الأحزاب بالدفاع على المبادئ لتنتهي
بالدفاع فقط على المصالح..وتنفي الواقعية السياسية مبادءها الأولى..لهذا
فالإصلاح بالإسلام يجب أن يكون إصلاحا بالقرآن كله وبالسنة كلها
و
بكل استيعاب لهويتنا الحضارية ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. وللإنسانية
كلها..مما يعني توظيف كل الحق وكل الخير لأجل كل حقوق وخير الإنسانية
جمعاء..وهذا يحتاج لنهضة حضارية كاملة غير منقوصة ..وإلا لن نتحدى أزمتنا
إلا بالإصلاح نفسه كأزمة..وسنظل ندافع على فهمنا الذاتي للإسلام لا على كل
الإسلام..وتجاوز هذا لن يتم إلا بالعمل قرونا كما تخلفنا قرونا..وقد بدأنا
من قرون.. فآن لنا أن نجني كل هذا التراكم الإسلامي المصلح..لكن بكل
علمية.. ووعي بكل المتغيرات والثوابت.. فحلكة أزمتنا القاتمة اليوم تبشر
بشعاع الفجرالقريب الذي أصبحنا نراه ولو بالمكبرات..
فقد آن أن نكون حقا مسلمين" جودر بناوي
ويقول الله سبحانه و تعالى في سورة النساء آية 61:
"ألم
تر إلى الذين "يزعمون أنهم آمنوا" بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون
أن" يتحاكموا إلى الطاغوت" وقد أمروا أن "يكفروا به"، ويريد الشيطان أن
يضلهم ضلالا بعيدا، وإذا قيل لهم "تعالوا إلى ماأنزل الله وإلى الرسول"
رأيت "المنافقين" يصدون عليك صدودا"
"أفحكم الجاهلية يبغون ؟ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟"
صدق الله العظيم
فهاته
في نظرنا هي أهم الميادئ التي ينبغي أن نبني عليها بديلنا الحضاري إنطلاقا
من القرآن الكريم كمشروع حضاري كامل لا ينقصنا لتنزيله ـ غير لغة واقعية
عصرية وعلمية ـ لا على الواقع
فحسب بل على كل علوم العصر ..ولهذا تنادي مدرسة الأنوار ب: أسلمة العلوم
ووجوب اسلمة الجامعات في الدول المسلمة ..وهذا أمر مشروع دينيا وقانونيا
لكن لحد الآن يبقى وهما بسبب واقعنا المتهود.
لكن رؤيتنا بعيدة المدى لأنها مسترسلة حتى زمن النصر المحتوم لا شك: زمن المهدي وعيسى عليهما السلام:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق