الاثنين، 3 ديسمبر 2012

أولا :إشكالية أمتنا :بإيجاز :

الإشكالية هي مجموعة من المشاكل مترابطة فيما بينها يمكن أن تحل كل مشاكلها بحل بعضها..ونحصرالمشاكل الكبرى لأمتنا  في المعضلات التالية :


ــ تخلف الأمة الإسلامية على كل المستويات الأمر الذي جعلها عاجزة بالكل على التدافع، وزاد من تكريس شتاتها.

ــ عدم وجود نظريات عميقة باسم الأمة كلها.وتنظير كل وطن لشعبه لحد تنظير الأمة العربية لقوميتها فقط.مع افتقار الحركة الإسلامية لمذهب فكري شامل.
ــ نجاح المخططات الصهيونية القديمة في تحقيق العديد من أهدافها داخل الأمة : حيث تعد المسؤول الأول على هدم الخلافة العثمانية وتكريس هزائمنا لحد الآن.
ـــ فساد العديد من المسلمين عقليا وقلبيا وروحيا.. وضعفهم أيضا بدنيا وإقتصاديا.
ــ اندثار الرؤيا الوجودية القرآنية لدى معظم المسلمين: بما في ذلك العديد من العلماء الذين لايحللون إلا من خلال نافذة اختصاصهم: مما أفقدنا الرؤية الشمولية لكل إسلامنا الحنيف.
ـــ اقتناع معظم ملوكنا ورأسائنا بعدم نجاعة بديلنا الإسلامي وتهافتهم على حل الأزمة كما يتصورها الآخر:والذي كان سببا فيها : مما يزيد من تكريسها.
فمعظم العقول المسؤولة عنا اليوم  مغربة..
ــ مرض الإسلاموية ..وآفات التسلفية الضيقة التي تطبث عمل المومنين حقا بالمذهبية الإسلامية .
ــ فساد الفتاة المسلمة :مما أفسد الأمومة ثم الأسرة.
ــ أزمة التربية : فالمدرسة والثانوية والجامعات تعلم ولا تربي..والمسجد يخاطب ولا يربي ..والعديد من الأسر تذلل ولا تربي ..مما جعل تربية الشارع والنوادي والتلفزات فقط هي التربية السائدة..
ــ معاناة العديد من المسلمين من الفقر رغم ثرائنا الطبيعي وذلك لغياب توزيع عادل لثرواتنا .
وهضم حق الفقراء في الزكاة ومؤسسة بيت المال.
ــ وجود العديد من الصراعات بين أو داخل معظم البلدان العربية .
ــ تخلفنا العلمي حتى أن جامعاتنا تسجن الإسلام في بضع شعب.
وهناك العديد من المشاكل الأخرى لكننا نومن بأن حل هاته المشاكل كاف لحل كل الطوق الحديدي الذي تكبلنا به الصهيونية بتخطيطاتها السرية والعلنية لحد رسمها خرائط لمستقبلنا...
والتي تعد إملاءات  صهيونية لتكريس تفوقهم لأبعد مدى.. والمعلن منها فقط تكتيك للقضاء على تلاحمنا وتلاحم الشعب الفلسطيني بخطة طريق غير معلنة.. 
فباطن خططهم والله أتعس من ظاهرها. وستحقق.. 
لكننا « نسعى لهدف مبدئي واحد اليوم هو : التوريث الإستراتيجي لقضيتناالفلسطينية ومشروع مدرستنا علميا : ضد هاته العولمة الماكرة والمستبدة : وذلك من مستلزمات النهضة المهدوية القادمة : 
فالمهدي بحول الله تعالى :شخص واحد سيطلب العلم العملي والعميق لإسلامنا الحنيف: وله نعبد  طريق العلم و النصر إن شاء الله تعالى..
وما علينا كمهدويين إلا زرع الفكرة وتقديم الرؤيا والكمال على الله : وهاته من إحدى قواعدنا.
ولهذا سترى أخي المهدوي أن إشكالية الأمة متشابكة بكل المشاكل التي يمكن أن تخطر على محلل اقتصادي أو مفكر اجتماعي أو فقيه بالعلوم الإنسانية أو عالم مسلم.
بل وإشكاليتنا البينة اليوم تتمثل في : أن أزمتنا التاريخية جعلتنا  قابلين للغزو الإمبريالي الجديد باسم العولمة والتطبيع التطويعي القادم كما يخططون..
وها قد فقدنا بهم أقوى دولة عربية{العراق} وأعتى قوة إسلامية {أفغانستان} :فسوريا وليبيا ثم كل وطن يبرز من بيننا .
بل وفقدنا مواقعنا الإستراتيجية كلها بدخول القواعد الأمريكية للشرق الأوسط والمغرب العربي.. 
ليصيرفرض إسرائيل تطبيعها التطويعي علينا مسلما به وحتميا لولا مقاوماتنا الفلسطينية.. الأمور التي جعلتنا نجزم بالجملة التالية  كقاعدة :
« هناك إملاء صهيوني يملي على أمريكا وحلفائها : الإستعمار المباشر لكل العالم الإسلامي مستقبلا : مما يوجب على حكامنا دهاء دبلوماسيا في مستوى الدهاء الدبلوماسي المصري والمغربي مثلا.. ومبدئية في مستوى العزم الإيراني والفلسطيني : بشرط التصالح مع القرآن الحكيم بكل حكمة وتدرج »
فنحن مستعمرون لامباشرة لكن المخطط الصهيوني لا يقنع إلا بالإستعمار المباشر.. ويتخذ لهذا كل الوسائل : بما في ذلك أعتى سلاح ضدنا وهو المنظمات العالمية التي أسست بوحيهم..
بل ويحاولون اليوم تجديدها لمقتضى مطامعهم ومطالعهم الجديدة فينا : وذلك عبر سعيهم الجدي في القضاء على عقل النهضة الإسلامية :التي حولوها لخريف عربي وثورات واهية..
 ليشمروا اليوم على محاربة التعليم الإسلامي في كل مستوياته.. عبر التداخل حتى في برامجنا التعليمية والتربوية..
لأنهم يعلمون أن قوة المسلمين في المبادئ والأخلاق والعلوم والقناعات والعقائد أولا .
فقناعة المبدأ هي البانية لكل مستقبلنا الإسلامي إن صدقنا .
وهاته بإيجاز هي المحاور الكبرى لإشكاليتنا كأمة مسلمة لا ولن يسجد المخلصون فيها لغير وجه الله القوي المتين.
ولحل هاته الأزمة نجزم بهاته القاعدة   :
« لن تفلت الأمة من القبضة الصهيونية الشرسة إلا بالتدافع الحضاري بالقرآن الكريم كله سنيا : عبر إعداد مشروع حضاري  يقدم الإسلام بكل علمية داعيا لكل المذهبية الإسلامية كبديل لما بعد الصهيونية، ولو بلغة علمانية..ومهمتنا اليوم التخفيف من حدة هاته القبضة بكل ديبلوماسية ومبدئية : وذلك بفرض هدنة معاشية بيننا وبين   كل  الغرب : كما قال الرسول صلوات الله عليه..
 وقد سماهم ببني الأصفر..
بل وفي الوقت الذي تفيض فيه الصهيونية بمشاريع عالمية ومخططات شبه علمية وبينة للسيطرة على كل  العالم ..لا نملك كأمة مستهدفة اليوم : ولو مشروعا تنظيريا على الأقل للدفاع لاأقول عن كرامتنا المداسة بل عن دماء أطفالنا ونسائنا وأحفادنا من المجازر القادمة : وما فلسطين وأفغانستان والبوصنة والهرسك والشيشان والعراق والسودان وسوريا والصومال إلا بداية..
فلا بد إذن من التدافع الحضاري لأن الصهيونية منتصرة لحد الآن في كل تخطيطاتها المحكمة: لاستعباد بل واستحمار العالم مستقبلا .
لكن العقبة الكؤود أمام بني صهيون هي: عقيدة المومنين بالمشروع الحضاري لمذهبيتنا الإسلامية : والذين سيظلون كذلك حتى قيام الساعة لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى تقوم الساعة : 
وأولى العلامات الكبرى للساعة ظهور المهدي عليه السلام..
أما علاماتها الصغرى فقد ظهرت كلها تقريبا.
ولكن العقبة الكبرى أمام هؤلاء المومنين هم منافقي الأمة :  الكافرون بالعديد من آيات القرآن والعديد من السنن النبوية: رغم ادعائهم شكليات التدين : 
بل ورغم تسلق بعضهم باسم المذهبية الإسلامية..
فالإيمان بالمهدي عليه السلام :يفرض علينا :التمهيد علميا وحركيا وعمليا لنصرته :وبكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه ..وبكل تفتح ولطف وقوة كما هو منهجه:
 مما يلزم كل مسلم :بالإيمان بالقرآن ككتاب حضارة عالمية  مقبلة حتما وبكل إنسانية:
لأن النصر القادم انتصار لعالميتنا الحقة على كل العولمات الزائفة المنتصرة اليوم علينا وفي كل المجالات وللأسف
بل والنصر المهدوي القادم ليس نصر إنتقام بل نصر رحمة ونهايات للدنيا بأسرها ،ونصر تمهيد لسلام عيسى عليه كل السلام.
وهاته أيضا قاعدة لنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق